كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 1)

المفتري، ويزعم أن اللَّه لقي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بلا حجاب، مع أن سياق الكلام ليس عن شخص النبي عليه الصلاة والسلام، وإنّما عن نفسه وكأنه يقص قصة أسطورية، ثم يزعم أن اللَّه اشتق اسمًا من أسمائه ووهبه للنبي عليه السلام، وأنه اقترن به، تعالى اللَّه عما يقولون ويفترون علوًا كبيرا.
وبالمقابل نجد أنه يمجد نفسه ويطريها إلى حد التقديس ويضفي على ذاته من النعوت الخارقة ما لا يخطر بعقل، فها هو في مقطع بعنوان: "هذا هو اسمي" يقول في أوله:
(ماحيًا كل حكمة هذه ناري
لم تبق آية، دمي الآية
هذا بدئي) (¬١).
إذن فغايته الأصلية ومسعاه الأساسي محو الحكمة، وحرق الديانة وإبادة الوحي والآيات، هذه هي البداية التي ينطلق منها والنهاية التي يريد الوصول إليها، ولكنه -خيب اللَّه فأله- غير قادر على ذلك، ومن الذي يستطيع أن يطفيء وهج الشمس بفمه؟ .
ثم يكرر مدائحه لنفسه من خلال اسمه الأصلي علي أحمد سعيد ويقول:
(قادر أن أغير: لغم الحضارة - هذا هو اسمي) (¬٢).
ويقول:
(أرى المئة اثنين أرى المسجد الكنيسة
سيافين والأرض وردة) (¬٣).
ويقول:
---------------
(¬١) الأعمال الشعرية لأدونيس ٢/ ٢٦٨.
(¬٢) المصدر السابق ٢/ ٢٦٩.
(¬٣) المصدر السابق ٢/ ٢٧٠.

الصفحة 580