كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 1)

وهذا الوصف مما أجمع عليه أهل الحداثة قاتلهم اللَّه، ومرادهم -كما سبق البيان- إبعاد الدين بالكلية وإسقاط القداسة وترسيخ الإلحاد.
ويقول:
(. . . خذوا دمنا واتركوها
كما هي
أجمل ما كتب اللَّه فوق المياه
له ولنا) (¬١).
وعلى طريقة الحداثيين في تأليه الإنسان، وأنسنة اللَّه حسب تعبيرهم الكفري، يقول درويش:
(صحراء للصوت صحراء للصمت صحراء للعبث الأبدي
للوح الشرائع صحراء، للكتب المدرسية، للأنبياء وللعلماء
لشكسبير صحراء، للباحثين عن اللَّه في الكائن الآدمي) (¬٢).
وفي ديوانه ورد أقل قصيدة بعنوان "إلهي لماذا تخليت عني؟ " على لسان امرأة يقول فيها:
(إلهي إلهي، لماذا تخليت عني، لماذا تزوجت مريم؟
لماذا وعدت الجنود بكرمي الوحيد لماذا؟ أنا الأرملة. . .
. . . أطلقتني؟ أم ذهبت لتشفي سواي عدوّي من المقصلة
أمن حق من هي مثلي أن تطلب اللَّه زوجًا وأن تسأله
إلهي إلهي. . . لماذا تخليت عني
---------------
(¬١) أحد عشر كوكبًا: ص ٤٤.
(¬٢) المصدر السابق: ص ٩٨.

الصفحة 620