كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 1)

وفي مقطوعة الخال التي سبق ذكرها والتي بعنوان "الجدار الأزلي" مضامين اعتقادية خطيرة في حوار مع اللَّه تعالى مليء بالشك والاستخفاف والعدمية والاستهانة (¬١).
ونحوها مقطوعة صنوه توفيق صائغ الموجهة إلى اللَّه في عبارات خبيثة واتهامات وسخريات وشكوك ونقد للَّه -جلَّ وعلا (¬٢) -، وكذلك المقطع الآخر الممتليء بالسخرية باللَّه والبذاءة في الخطاب معه -جلَّ وعلا (¬٣) -، وقد سبق نقل كثير من ألفاظ هذين المقطعين في الفصلين السابقين.
ومن أشباه هذه الأقوال، قول النواب:
(. . . فإن سكن الخلق
بأخذ عزلته بزوايا من اللَّه عابقة بالشراب
ويثمل باللَّه سبحانه
والبلاد التي درجات الكحول بها
لم تصلها الخمور) (¬٤).
فتأمل كيف يسب اللَّه تعالى ويسخر من اسمه -جلَّ وعلا-، ثم يمعن في السخرية، فيقول: (يثمل باللَّه سبحانه).
أمّا أمل دنقل فيقول ساخرًا مستهزئًا:
(حاذيت خطو اللَّه لا أمامه ولا خلفه) (¬٥).
أمّا نزار قباني قد استكثر من أصناف الانحراف وغرق في جب الخنا والفساد حتى أصبح هذا من عاداته، ومن طبيعته القذرة، كقوله:
---------------
(¬١) انظر: الأعمال الكاملة للخال: ص ٢٢٠ - ٢٢٦.
(¬٢) انظر: المجموعات الشعرية للصايغ: ص ٢٨ - ٣٠.
(¬٣) انظر: المصدر السابق: ص ٢٠٣ - ٢٠٦.
(¬٤) مظفر النواب شاعر المعارضة السياسة: ص ١٤١.
(¬٥) الأعمال الشعرية الكاملة لأمل دنقل ص ١٨٠، ١٨٤.

الصفحة 672