كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 2)

والقول بالتناسخ، وكان مع بنان في هذه المدة وهذه البدعة المغيرة بن سعد البجلي (¬١) الذي كان يزعم أن عليًا -رضي اللَّه عنه- كان يستطيع أن يحي الموتى، وأن لمعبوده أعضاءً على صورة حروف الهجاء، ثم ظهر من بعدهما وعلى نفس المنوال أبو منصور العجلي الذي تنسب إليه فرقة المنصورية (¬٢)، وكان يزعم أنه رفع إلى السماء، وأن اللَّه -سبحانه وتعالى- مسح على رأسه، وكان هو وأتباعه من الشيعة ينكرون القيامة، ويزعمون أن عليًا هو الكسف الساقط من السماء، وأن الجنة رجل أمروا بموالاته، وهو إمام الوقت وأن النار رجل أمروا بمعاداته وهو خصم الإمام، وتأولوا المحرمات والفرائض على أسماء رجال، ثم جاء من بعده أستاذ الباطنية وجامع ضلالات من سبق ومضل من لحق أبو الخطاب (¬٣) الأسدي الذي تنتسب إليه فرق الخطابية الكافرة، القائلين بألوهية أحد أبناء جعفر الصادق (¬٤) وبالتناسخ، وبكون الشريعة ذات ظاهر وباطن، وأن الفرائض أسماء رجالٍ ونساء.
وكان أبو الخطاب الأسدي، أحد شيوخ المفضل بن عمر الجعفي (¬٥)،
---------------
(¬١) هو: المغيرة بن سعد البجلي بالولاء، أبو عبد اللَّه الكوفي الرافضي الكذاب، كان مشبهًا رافضيًا يلعن الصحابة، ويقول بأقوال غاية في الضلال، قتله خالد القسري سنة ١٢٠ هـ. انظر: ميزان الاعتدال ٤/ ١٦٠، والكامل لابن الأثير ٤/ ٢٣٠.
(¬٢) هو: أبو منصور العجلي، من بني عبد القيس، كان يسكن الكوفة، لما مات أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر، ادعى أبو منصور أن أبا جعفر فوض إليه أمر الإمامية، وأنه جعله وصيًا بعده، ثم ادعى لنفسه النبوة، وأن جبريل ينزل عليه بالوحي، فقتله والي هشام بن عبد الملك، يوسف بن عمر الثقفي. انظر: الفرق بين الفرق: ص ٢٤٣، والملل والنحل ٢/ ١٤، والتبصير في الدين ص ١٢٥.
انظر: الفرق بين الفرق: ص ٢٤٣، والملل والنحل ٢/ ١٤، والتبصير: ص ١٢٥.
(¬٣) هو: محمد بن أبي زينب مولى بني أسد، كان يقول: إن لكل شيء من العبادات باطنًا، ويزعم أن الأئمة أنبياء ثم آلهة، قتله عيسى بن موسى والي العباسيين في الكوفة سنة ١٤٣ هـ. انظر: الملل والنحل ٢/ ١٦، والتبصير: ص ١٢٦، والفرق بين الفرق: ص ٢٤٧.
(¬٤) انظر: مصادر الترجمة السابقة.
(¬٥) هو: أحد الشيعة الدعاة وصفه جعفر الصادق بالكفر، وعده قدماء الشيعة من الغلاة ويعده الشيعة المعاصرون من علمائهم وينافحون عنه، انظر ما قيل عنه في كتاب رجال الشيعة في الميزان: ص ٩٤، وانظر: الحركات الباطنية في العالم الإسلامي: ص ٢٥.

الصفحة 692