كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 2)

في العقد الأول من القرن، عبر صلته الوثيقة بهاجس النهضة، ومحتواها العصري، صحيح أن هذا الاقتراح كان يستمد معاييره من الغرب. . . من هنا كانت النهضة المحكومة بوعي يرى في الغرب روح العصر) (¬١).
وفي اعترافات صارخة بالتبعية الكاملة يقول أحد الحداثيين: (. . . يؤثر كثيرون "من الشعراء" عدم الكتابة إلّا انعكاسًا كليًا لمرأة الحداثة الغربية، وإذ نعترف بأن الغرب اليوم يقدم لنا غالبية عناصر الحداثة الأدبية الشعرية، فإن الانقياد والإمحاء الكلي أمام نماذجه يحرماننا من تكوين لغتنا الشعرية الخاصة) (¬٢).
ونحوه قول الآخر: (لقد كان التحديث -ويا لسذاجتنا نحن التقدميين- شعارًا شافًا، وأحيانًا شفافًا لإنجاز التبعية الكاملة للغرب) (¬٣).
وفي حقيقة الأمر أن هذه الأقوال ليست سوى قطرة صغيرة من بحر الاعترافات الواضحة بالتبعية، والنماذج الصارخة لها، وليس بإمكاني أن أورد هنا كل ما جمعته في هذا الصدد (¬٤).
---------------
(¬١) المصدر السابق: ص ١٨٥.
(¬٢) قضايا وشهادات ٣ شتاء ١٩٩١ م: ص ٢١٥ نقلًا عن مجلة الناقد حزيران يونيو ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٤٥ من مقال لأنطوان أبو زيد.
(¬٣) المصدر السابق ٢ صيف ١٩٩٠ م: ص ٢٢ من مقال بعنوان بين الحداثة والتحديث لسعد اللَّه ونوس.
(¬٤) انظر اعترافاتهم بالتبعية ونَماذج لممارساتهم لها، وأمثلة واضحة على الارتماء والامحاء في الغرب وفكره في الكتب والمجلات التالية:
١ - الحداثة الأولى لباروت: ص ١٣، ١٤ - ١٧، ٢٢، ٢٣، ٢٥ - ٣٣، ٣٤، ٣٧، ٣٨، ٤٥، ٦٠، ٦٦، ٨٩، ٩٠، ٩٤، ١١٠، ١١١، ١١٦ - ١١٧، ١١٨، ١٢٨، ١٤١، ١٨٤، ١٨٥، ١٨٧، ١٩٥، ٢٠٨، ٢١٨.
٢ - زمن الشعر لأدونيس: ص ٧٥، ٩٦ - ٩٩، ١٠٠، ١٠٧، ١١١، ١٢٤، ١٠٩، ١٣٣، ١٥٠، ١٥٢، ٢٣٥، ٢٦٧، ٢٩٢، ٣٠٩.
٣ - اتجاهات الشعر العربي المعاصر لإحسان عباس: ص ٢٦، ٢٧، ٣٥، ٥١، ٦٠، ١٠٧، ١٢٨، ١٣٠، ١٦٢.
٤ - الأدب ومذاهبه لمحمد مندور: ص ٣ - ٥، ٢٤، ٣١، ٣٥، ٤٢. =

الصفحة 711