كتاب الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها (اسم الجزء: 2)

ومن كتبه التي قام بنشرها وكان لها التأثير القوي في تكوين حركة حداثية أبرز شخصياته أنطون سعادة الذي أعدم عام ١٣٦٨ هـ/ ١٩٤٩ م إثر قيامه بمحاولة ثورة في لبنان، ومنهم غسان جدير نصيري، وجورج عبد المسيح وإنعام رعد ويوسف الخال وخليل حاوي، وكلهم نصارى ومنهم أدونيس النصيري الزنديق الشهير.
فكرية سياسية كتابه "الصراع الفكري في الأدب السوري" وقد صدرت طبعته الأولى في الأرجنتين سنة ١٣٦٢ هـ/ ١٩٤٣ م، ومنذ عام ١٣٦٦ هـ/ ١٩٤٧ م أعيد طبعه في بيروت على نطاق واسع (¬١) محوران أساسيان امتد من خلالهما تأثير أنطون سعادة على الساحة الثقافية المختمرة بالاتجاهات والمذاهب والأفكار والمختلفة والمنحرفة:
المحور الأول: الحزب الذي كونه وأحكم نظامه في صورة مركزية مرتبطة بشخصه، وقد انطلق من خلال الحزب ليكسب الأتباع، ويبث الدعاية، لنفسه وأفكاره، وقد بارك الغرب هذا الحزب، وأمده بالمال والسلاح والدعاية.
---------------
= والمذاهب، اعتبار سورية أمة تامة مستقلة عن الأمة العربية، يرتبط تاريخها بالفينيقيين وأوثانهم وخمرهم واَلهتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويعتز بالرابط المتوسطي نسبة إلى البحر المتوسط، وأزهى العصور في تاريخ سورية -عنده- هو العصر الفينيقي، ويعتبرون الفتح الإسلامي غزوًا أجنبيًا، وينكر الحزب وأعضاؤه الرابطة الدينية "حسب زعمهم" ويعتبرون الألوهية من اختراع الإنسان يوم كان رازحًا تحت الوهم والخوف، وينظرون إلى الكون والإنسان نظرة مادية بحتة، تنكر وجود اللَّه تعالى وألوهيته والبعث والرسالات والمعاد وسائر الغيبيات، دعوتهم انعزالية تخدم مصالح الغرب المستعمر، وتخدم الصهيونية في تفتيت الأمة الإسلامية والقوى المحيطة بالدولة اليهودية، سلوك الحزب منحرف، فهم يدعون إلى الإباحية وإطلاق الغرائز، ويعدون الحلقات الماجنة للشباب والفتيات تهيئة لضمهم إلى الحزب، يعتبرون سوريا الكبرى من جبال طوروس إلى قناة السويس جنوبًا، ومن البحر المتوسط الذين يسمونه البحر السوري في الغرب إلى الصحراء حتى الالتقاء بدجلة في الغرب.
انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة: ص ٤٠٩ - ٤١٣.
(¬١) انظر: الحداثة الأولى ص ١١٩.

الصفحة 758