كتاب طريقك الى الإخلاص والفقه في الدين
وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار". قال: قلت: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟، قال: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه" "1".
__________
(1) البخاري، 31، الإيمان، 6875، الديات.
ليس مِن لازِمِ اختلال النية أن يكون رياءً "2":
ليس مِن لازِم اختلال النيّة أن يكون بسبب الرياء؛ وذلك لأن العمل تتعدد أسباب اختلاله. والعمل لغير الله أقسام:
فتارة يكون رياء محضاً، بحيث لا يراد به سوى مراعاة المخلوقين لغرض دنيويّ، كحال المنافقين في صلاتهم: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ} "3"، وقال سبحانه في شأنهم: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ"4" الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ"5" الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ"6" ... } "4".
وقد وصف الله تعالى الكفار بالرياء المحض فقال: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ} "5".
وهذا الرياء المحض يقول عنه ابن رجب رحمه الله: "لا يكاد يَصْدر من مؤمن في فرضِ الصلاة والصيام، وقد يَصْدر في الصدقة الواجبة والحج وغيرهما من
__________
(1) يُنظَر: "جامع العلوم والحِكَم"، لابن رجب، 1/33، فما بعدها.
(2) 142: النساء: 4.
(3) 4-6: الماعون: 107.
(4) 47: الأنفال: 8.
الصفحة 27
209