منظور، قالا: وقيل: أشد البطر، وقال الراغب الأصفهاني: الأشر: شدة البطر.
والغناء واستعمال آلات اللهو من البطر المنافي للشكر، وقد تقدم بيان ذلك مع الكلام على حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة».
قال ابن حجر الهيتمي: ومما يدل على ذم الغناء وذم متعاطيه من المتفق على صحته قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد».
قال أبو العباس القرطبي: وجه الدليل: أن الغناء المطرب لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا فعل بحضرته، ولا اتخذ المغنين، ولا اعتنى بهم، فليس ذلك من سيرته، ولا سيرة خلفائه من بعده، ولا من سيرة أصحابه ولا عترته، فلا يصح بوجه نسبته إليه، ولا أنه من شريعته، وما كان كذلك فهو من المحدثات التي هي بدع وضلالة، وقد يتعامى عن ذلك من غلب عليه الهوى.
وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: وأما اتخاذ التصفيق، والغناء، والضرب بالدفوف، والنفخ في الشبابات، والاجتماع على ذلك ديناً وطريقاً إلى الله تعالى وقربة - فهذا ليس من دين الإسلام، وليس مما شرعه لهم نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أحد من خلفائه، ولا استحسن ذلك أحد من أئمة المسلمين، بل ولم يكن أحد من أهل الدين يفعل ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عهد أصحابه، ولا