كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

فصل
أقوال الصحابة في ذم الغناء وآلات اللهو
وأما الآثار عن الصحابة والتابعين في ذم الغناء وآلات اللهم فكثيرة جداً. وأنا أذكر من ذلك ما تيسر إن شاء الله تعالى وبه الثقة.

قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه في ذلك

وفي الصحيحين وغيرهما، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا».
وفي رواية في الصحيحين عنها، رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، وجاء أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «دعهما»، فلما غفل غمزتهما فخرجتا.
وفي رواية لهما عنها رضي الله عنها: أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تغنيان وتضربان، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجي بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وقال: «دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد».

الصفحة 102