فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضي الله عنه تسمية الغناء مزامير الشيطان، وأقر الجاريتين؛ معللاً تركهما بأنها أيام عيد.
وإذا كان الغناء بأشعار الشجاعة والحروب من مزامير الشيطان، فكيف بأشعار الخلاعة والمجون التي هي غالب بضاعة أهل الإذاعات، وأكبر مقاصد الأكثرين من المتخذين لآلات اللهو والمعازف؟!.
وإذا كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه قد أنكر الغناء بأشعار الشجاعة والحروب من جاريتين ليستا بمغنيتين، فكيف لو سمع ما يذاع الآن في أشرف البقاع وأحبها إلى الله تعالى، فضلاً عما يذاع في غيرها من البلاد الإسلامية؟! فالله المستعان.
قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك
وأما أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه كان شديد الوطأة على أهل اللهو والغناء. وقد روي عنه أنه كان إذا سمع صوت الدف بعث فنظر، فإن كان في وليمة سكت، وإن كان في غيرها عمد بالدرة.
وقد تقدم حديث الأسود بن سَريع رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سكته عن إنشاد الشعر لما استأذن عليه عمر رضي الله عنه، وقال: «هذا رجل لا يحب الباطل».
وتقدم في حديث بريدة رضي الله عنه: أن الجارية التي كانت تضرب بالدف وتغني عند النبي صلى الله عليه وسلم ألقت الدف تحت استها، وقعدت عليه لما