وقد قال البخاري رحمه الله تعالى في [الأدب المفرد]: (باب من لم يسلم على أصحاب النرد) حدثنا عبيد الله بن سعيد، عن القاسم بن الحكم القاضي، قال: أخبرنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن الفضيل ابن مسلم عن أبيه قال: كان علي رضي الله عنه إذا خرج من باب القصر فرأى أصحاب النرد انطلق بهم فعقلهم من غدوة إلى الليل، ومنهم من يعقل إلى نصف النهار، قال: وكان الذي يعقل إلى الليل الذين يعاملون بالورق، وكان الذي يعقل إلى نصف النهار الذين يلهون بها، وكان يأمر أن لا يسلموا عليهم.
وروى ابن أبي حاتم من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه أنه قال: الشطرنج من الميسر.
وذكر ابن القيم، والذهبي عنه أنه قال: الشطرنج ميسر العجم.
وروى ابن أبي حاتم عن الأصبغ بن نباتة قال: مر علي رضي الله عنه على قوم يلعبون بالشطرنج، فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ لأن يمس أحدكم جمراً حتى يطفأ خير له من أن يمسها.
قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في ذلك
قد تقدم ما رواه أبو الصهباء: أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهو يُسأل عن هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} (¬1)، فقال عبد الله: (هو الغناء، والله الذي لا إله إلا هو) يرددها ثلاث مرات.
¬__________
(¬1) سورة لقمان، الآية 6.