رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع». قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وروى أبو نعيم في [الحلية] عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما تحت أديم السماء إله يعبد من دون الله أعظم من هوى متبع».
الوجه الثاني: أن في كلام أبي تراب تهييجاً للجهال على استحلال ما حرمه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من المعازف والتلهي بها عن ذكر الله تعالى وطاعته، وهذا من التهاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (¬1).
الوجه الثالث: أن في كلامه إعانة على إظهار المعازف والمزامير في المسلمين، وإظهارها بدعة في الإسلام، نص على ذلك الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى، ورواه عنه النسائي في سننه بإسناد جيد، وسيأتي ذكره مع أقوال عمر بن عبد العزيز في ذم الغناء إن شاء الله تعالى.
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع غاية التحذير، وأخبر أن من دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها، كما في [المسند] والسنن من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
¬__________
(¬1) سورة المائدة، الآية 2.