كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

وروى أيضاً من طريق ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد: إن أظلم مني وأخون من ولّى قرة ابن شريك مصر أعرابي جلف جافٍ أظهر فيها المعازف.
وقد ذكره أبو الفرج ابن الجوزي من حديث سهل بن يحيى المروزي، قال: أخبرني أبي عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عمر بن الوليد بن عبد الملك - فذكره وفيه: - وإن أظلم مني وأترك لعهد الله من استعمل قرة بن شريك أعرابياً جافياً على مصر أذن له في المعازف واللهو والشرب. وروى ابن أبي الدنيا وأبو الفرج ابن الجوزي من طريقه عن عمر بن عبيد الله الأرموي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى مؤدب ولده: ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن جل وعز. فإنه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف، واستماع الأغاني، واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء العشب. ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه.

قول عبد الملك بن مروان في ذلك

قال أبو يوسف: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي عن أبيه: أن عبد الملك بن مروان قال: قبح الله الغناء ما أوضعه للمروءة، وأجرحه للعرض، وأهدمه للشرف، وأذهبه للبهاء.

الصفحة 130