كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

فصل
أقوال الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء السلف وأئمة الخلف في المنع من الغناء وآلات اللهو

في ذكر أقوال الأئمة الأربعة وغيرهم من علماء السلف وأئمة الخلف في المنع من الغناء وآلات اللهو.

مذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك

فأما مذهب أبي حنيفة في ذلك: فقد قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى: أخبرنا هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي الطيب الطبري قال: كان أبو حنيفة يكره الغناء مع إباحته شرب النبيذ، ويجعل سماع الغناء من الذنوب، قال: وكذلك مذهب سائر أهل الكوفة: إبراهيم، والشعبي، وحماد، وسفيان الثوري، وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك. قال: ولا يعرف بين أهل البصرة خلاف في كراهة ذلك، والمنع منه، إلا ما روي عن عبيد الله بن الحسن العنبري أنه كان لا يرى به بأساً. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب، وقوله فيه أغلظ الأقوال، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها؛ كالمزمار، والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق، وترد به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق، والتلذذ به كفر،

الصفحة 139