كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

علماء أهل مكة؛ كمجاهد، وعطاء، وعلماء أهل الشام؛ كمكحول، والأوزاعي، وعلماء أهل مصر؛ كالليث بن سعد، وعلماء أهل الكوفة؛ كالثوري، وأبي حنيفة، ومن قبلهما؛ كالشعبي، والنخعي، وحماد، ومن قبلهم من التابعين أصحاب ابن مسعود، وهو قول الحسن وعلماء أهل البصرة، وهو قول فقهاء أهل الحديث؛ كالشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد وغيرهم. وكان الأوزاعي يعد قول من يرخص في الغناء من أهل المدينة من زلات العلماء التي يؤمر باجتنابها، وينهى عن الاقتداء بها. انتهى.
وفي [الموطأ] قال يحيى: سمعت مالكاً يقول: لا خير في الشطرنج، وكرهها، وسمعته يكره اللعب بها وبغيرها من الباطل، ويتلو هذه الآية: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} (¬1). وقد تقدم في آخر أقوال ابن عباس رضي الله عنهما ما ذكره الذهبي عن مالك في ذم الشطرنج، وأنه من النرد، فليراجع.

مذهب الإمام الشافعي في ذلك

وأما مذهب الشافعي: فقال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي: حدثنا هبة الله بن أحمد الحريري، عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: قال الشافعي: الغناء لهو مكروه يشبه الباطل، ومن استكثر منه
¬__________
(¬1) سورة يونس، الآية 32.

الصفحة 141