كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

مماته حتى تترك، ومن سن سنةً سيئةً فعليه إثمها حتى تترك»، قال المنذري: إسناده لا بأس به.
وروى الترمذي وابن ماجه عن سهل بن سعد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير».
وروى ابن ماجه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من داع يدعو إلى شيء إلا وقف يوم القيامة لازماً لدعوته ما دعا إليه، وإن دعا رجل رجلاً».
الوجه الرابع: أن في كلام أبي تراب تأييداً للباطل ودفاعاً عنه، وقد ذم الله تبارك وتعالى الذين جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق، وأخبر أنه أخذهم بعقابه، ومن سلك سبيلهم ولو في بعض الأمور، فلا يأمن أن يصيبه ما أصابهم.
والغناء نوع من أنواع الباطل، كما سيأتي في حديث الأسود بن سريع رضي الله عنه، وفيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما والقاسم بن محمد.
وقد تقدم حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع» رواه الإمام أحمد وأبو داود والحاكم، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وروى الطبراني في معجمه الصغير عن ابن عباس رضي الله عنهما

الصفحة 15