قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعان ظالماً بباطل ليدحض به حقاً فقد بريء من ذمة الله وذمة رسوله».
الوجه الخامس: أن كلام أبي تراب مما يغذي النفاق وينميه في قلوب المفتونين بحب الملاهي وسماعها؛ لأن الغناء وآلات اللهو تنبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع، وكلام أبي تراب يدعو إلى الافتتان بها، ويؤز إلى ذلك أزاً.
الوجه السادس: أن كلامه من أعظم الدواعي إلى فساد قلوب الجهال، فإن محبة الغناء والملاهي والولوع بها تطرد محبة القرآن من القلوب، وتثقل سماعه على النفوس، وإذا ثقل سماع القرآن على النفس وذهبت محبته من القلب فلا تسأل عن فساد القلب حينئذ.
الوجه السابع: أن في كلام أبي تراب إرضاءً للشيطان وتقرباً إليه؛ لأن الغناء وحيه وقرآنه، والمزمار مؤذنه وصوته.
ومن دعا الناس إلى وحي الشيطان وقرآنه واستمالهم إلى استماع مؤذنه وصوته فهو من أحب الناس إليه وأقربهم منه منزلة.
وأيضاً فإن أبا تراب قد قال على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم وهذا من أحب الأشياء إلى الشيطان؛ لما فيه من امتثال أمره وتقديمه على أمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَامُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (¬1)
¬__________
(¬1) سورة البقرة، الآيتان 168، 169.