كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

وجل ولا محبة في الآخرة، فإنهم لو حدثوا بأصوات غير مطربة ولا بشيء من تلك الملاهي لما وجدوا من أثر في قلوبهم، ولا حرك فيهم شيئاً، فهو من ثمن الغناء الذي لا يجوز. انتهى.
المسألة السادسة: أنه ينبغي تغيير آلات اللهو لمن قدر على ذلك؛ إما بالتفكيك، أو التكسير، أو التخريق، أو التحريق، أو غير ذلك من وجوه الإتلاف، ولو كانت مع صغير. والأصل في هذا المقام السنة واتفاق المسلمين.
أما السنة: فقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» رواه الإمام أحمد ومسلم وأهل السنن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وآلات اللهو من جملة المنكرات فيجب تغييرها لهذا الحديث، وقد جاء في تغييرها أيضاً ثلاثة أحاديث تقدم ذكرها.
أحدها: ما رواه الإمام أحمد من حديث عبيد الله بن زحر، عن علي ابن يزيد الألهاني، عن القاسم، عن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله بعثني رحمة وهدى للعالمين، وأمرني أن أمحق المزامير والكبارات - يعني: البرابط - والمعازف والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية»، ورواه الإمام أحمد أيضاً وسعيد بن منصور والطبراني من حديث الفرج بن فضالة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله بعثني رحمة للعالمين وهدى للعالمين، وأمرني ربي بمحق المعازف والمزامير

الصفحة 170