ومن أعظم مضار الغناء: أنه يسخط الله عز وجل، قاله الضحاك بن مزاحم وعمر بن عبد العزيز. وإنما كان مسخطة للرب تبارك وتعالى؛ لأنه يصد عن ذكره وطاعته.
ومنها: أن الغناء واستعمال المعازف ينافي الشكر، وقد تقدم إيضاح ذلك.
ومنها: أنه سبب لأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة. أما في الدنيا فالقحط والجدب وتسليط العدو وولاة السوء. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: والذي شاهدناه نحن وغيرنا وعرفناه بالتجارب أنه ما ظهرت المعازف وآلات اللهو في قوم وفشت فيهم واشتغلوا بها إلا سلط الله عليهم العدو، وبلوا بالقحط والجدب وولاة السوء. والعاقل يتأمل أحوال العالم وينظر انتهى. وأعظم من ذلك التعذيب بالخسف والمسخ والقذف والزلازل والريح العقيم؛ كما تقدم بيان ذلك في أحاديث كثيرة. وأما في الآخرة فالعذاب المهين؛ لقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (¬1).
ومنها: أنه مجلبة للشياطين، فهم قرناء المغنين والمستمعين إلى الغناء، وندماؤهم في مجالسهم، وما كان مجلبة للشياطين فإنه مطردة للملائكة؛ لأنهما ضدان فلا يجتمعان. وقد تقدم حديث عائشة رضي
¬__________
(¬1) سورة لقمان، الآيتان 6، 7.