كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

الله عنها في قصة الحبشية التي كانت تزفن والصبيان حولها، فلما طلع عمر رضي الله عنه ارفض الناس عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر» رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. وتقدم أيضاً حديث أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً وفيه: «وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين: أحدهما على هذا المنكب، والآخر على هذا المنكب، فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت» رواه البغوي في تفسيره بهذا اللفظ. ورواه الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي ولفظه: «ما من رجل يرفع عقيرة صوته بالغناء إلا بعث الله له شيطانين يرتدفانه، أعني: هذا من ذا الجانب، وهذا من ذا الجانب، ولا يزالان يضربانه بأرجلهما في صدره حتى يكون هو الذي يسكت». وتقدم أيضاً حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك، ولا يخلو بشعر ونحوه إلا كان ردفه شيطان» رواه الطبراني، وقال المنذري والهيثمي: إسناده حسن. وتقدم أيضاً ما ذكره ابن الجوزي وابن رجب عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إذا ركب الإنسان الدابة ولم يسم ردفه الشيطان وقال له: تغنه، فإن لم يحسن قال: تمنه).
ومنها: أنه رقية للزنا يدعو إليه ويرغب فيه، قاله ابن مسعود رضي الله عنه والحطيئة الشاعر وسليمان بن عبد الملك بن مروان ويزيد بن الوليد بن عبد الملك، وفضيل بن عياض. قال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي: اعلم أن سماع الغناء يجمع شيئين: أحدهما: أنه يلهي القلب

الصفحة 189