كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (¬1).
وقد فسر {لَهْوَ الْحَدِيثِ} بـ: الغناء، وفسر بـ: أخبار الأعاجم وملوكها وملوك الروم، والجمهور على الأول.
قال الواحدي وغيره: أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث: الغناء، قاله ابن عباس رضي الله عنهما في رواية سعيد بن جبير ومقسم عنه، وقاله عبد الله بن مسعود رضي الله في رواية أبي الصهباء عنه، وهو قول مجاهد وعكرمة.
قلت: وبه قال جابر، رواه ابن جرير عنه بإسناده، وحكاه ابن كثير عنه في تفسيره، وبه يقول الحسن وسعيد بن جبير وقتادة وإبراهيم النخعي، حكاه عنهم أبو الفرج ابن الجوزي، وهو قول حبيب بن أبي ثابت، وحكاه ابن كثير في تفسيره عن سعيد بن جبير ومكحول وعمرو ابن شعيب وعلي بن بذيمة.
وقد قال البخاري رحمه الله تعالى في [الأدب المفرد] باب الغناء: حدثنا حفص بن عمر قال: حدثنا خالد بن عبد الله قال: أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} قال: (الغناء وأشباهه)، وقد رواه ابن أبي شيبة فقال: حدثنا ابن فضيل عن عطاء، فذكره بنحوه.
ورواه ابن أبي الدنيا فقال: حدثنا زهير بن حرب، حدثنا جرير عن
¬__________
(¬1) سورة لقمان، الآيتان 6، 7.

الصفحة 19