الترمذي.
وعند البغوي فيه زيادة حسنة، ولفظه: «لا يحل تعليم المغنيات، ولا بيعهن، وأثمانهن حرام، وفي مثل هذا أنزلت هذه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ}، وما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين: أحدهما على هذا المنكب، والآخر على هذا المنكب، فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت».
وقد رواه الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي بنحو رواية البغوي.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وهذا الحديث وإن كان مداره على عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم، فعبيد الله بن زحر ثقة، والقاسم ثقة، وعلي ضعيف، إلا أن للحديث شواهد ومتابعات.
قلت: أما علي بن يزيد فقد ذكر المنذري عن الإمام أحمد وابن حبان أنهما وثقاه، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: إنهم لم يتفقوا على ضعفه، بل قال فيه أبو مسهر وهو من أهل بلده وهو أعلم بأهل بلده من غيرهم - قال فيه: ما أعلم فيه إلا خيراً، وقال ابن عدي: هو نفسه صالح إلا أن يروي عنه ضعيف فيؤتى من قبل ذلك الضعيف، وهذا الحديث قد رواه عنه غير واحد من الثقات.
قلت: ورواه هو عن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية، وهو ثقة، كما نص على ذلك البخاري والترمذي في جامعه، ووثقه أيضاً ابن معين والعجلي والجوزجاني ويعقوب بن سفيان وأبو إسحاق الحربي وابن القيم، وقال