كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

الشيخين حديث مسند.
وقال في موضع آخر من كتابه: هو عندنا في حكم المرفوع.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم، فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل من كتابه، فعليهم نزل، وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من النبي صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل.
قلت: وقد اتفق ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم على تفسير لهو الحديث بالغناء، وحلف ابن مسعود رضي الله عنه على ذلك ثلاث مرات، وهو الصادق البار في يمينه، وما لنا أن لا نصدقه وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتصديقه، كما في [مستدرك الحاكم] عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر، واهتدوا بهدي عمار، وإذا حدثكم ابن أم عبد فصدقوه»، صححه الحاكم، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وإذا اتفق ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم على التفسير فحسبك به، فكل منهما حبر الأمة وترجمان القرآن بلا نزاع.
قال أبو الأحوص: كنا في دار أبي موسى رضي الله عنه مع نفر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مصحف، فقام عبد الله رضي الله عنه، فقال أبو مسعود رضي الله عنه: ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم، فقال أبو موسى رضي الله عنه: أما لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا، رواه مسلم.

الصفحة 30