كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

ضعيف.
والجواب: أن يقال: هذا الحديث وإن كان ضعيف الإسناد ومنقطعاً ففي القرآن والسنة ما يشهد له.
أما القرآن: فقول الله تعالى لإبليس: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (¬1) قال مجاهد: صوته الغناء والمزامير.
وأما السنة: فما رواه الطبراني عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك، ولا يخلو بشعر ونحوه إلا ردفه شيطان». قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن. وفي [المسند] و [جامع الترمذي] عن بريدة رضي الله عنه في قصة الجارية السوداء التي نذرت أن تضرب بالدف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وتغني، فأذن لها، فلما دخل عمر رضي الله عنه ألقت الدف تحت استها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان ليخاف منك يا عمر»، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وفي الترمذي أيضاً عن عائشة رضي الله عنها في قصة الحبشية التي كانت تزفن والصبيان حولها، فلما طلع عمر ارفض الناس عنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر»، قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب.
فقد دلت الآية الكريمة وهذه الأحاديث الصحيحة على أن الغناء من عمل الشيطان واستفزازه للمغنين
¬__________
(¬1) سورة الإسراء، الآية 64.

الصفحة 301