عنه، ذكر ذلك أبو نعيم في [الحلية] وذكر أن حديث حسان الذي تقدم ذكره قد روي عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأما الحارث بن نبهان فقد قال فيه ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه، وله أحاديث حسان. قلت: ولم ينفرد الحارث بهذا الحديث، بل قد تابعه عليه جعفر بن سليمان الضبعي فرواه عن فرقد بنحوه مطولاً. وجعفر هذا من رجال الصحيح، وروايته أخرجها أبو داود الطيالسي في مسنده، وابن أبي الدنيا والحاكم في مستدركه فبرئ الحارث من عهدة الحديث. وأما فرقد السبخي فقد اختلف فيه، والأكثرون على تضعيفه. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: هو ثقة، وقال أحمد: رجل صالح، وقال الترمذي: تكلم فيه يحيى بن سعيد، وقد روى عنه الناس، وصحح له الحاكم حديثاً في [المستدرك] ووافقه الذهبي على ذلك، وعلى هذا فأقل الأحوال في حديثه أن يكون مما يستشهد به والله أعلم. وأما أبو داود سليمان بن سالم وحسان بن أبي سنان وعاصم بن عمرو فمعروفون كلهم، وجهالة ابن حزم لهم لا تضرهم شيئاً. أما أبو داود سليمان بن سالم العطار القرشي فقد ترجم له البخاري في [الكبير] و [الصغير] ولم يذكر فيه جرحاً، وقال: يعد في البصريين، وترجم له ابن أبي حاتم في كتاب [الجرح والتعديل] ولم يذكر فيه حرجاً. وذكره ابن حبان في الثقات. وترجم له الذهبي في [الميزان] وابن حجر العسقلاني في [لسان المزمار]، وذكرا عن ابن عدي أنه قال: لا أرى بمقدار ما يرويه بأساً، وقال أبو حاتم: شيخ. وأما حسان بن أبي سنان فقد ترجم له البخاري في [الكبير] وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً.