قال البخاري: وقال ضمرة عن ابن شوذب: وكان من تجار أهل البصرة. كتب أيوب إلى حسان فأتيته والتجار حوله يعاملهم، قال ضمرة: وقال حسان: ما أيسر الورع، إذا حاك في نفسك شيء فدعه. قلت: كان حسان هذا من العباد المعروفين بمزيد من الورع، وقد ترجم له أبو نعيم في [الحلية] ترجمة حافلة ذكر فيها طرفاً من ورعه وكثرة صدقاته واجتهاده في العبادة، وذكر أنه أسند عن أنس رضي الله عنه فيما قيل. قال: وكان أروى الناس عن الحسن وعن ثابت وشغلته العبادة عن الرواية. ثم روى أبو نعيم حديثاً من طريق حسان عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه. وروى أيضاً من طريق سليمان بن سالم عن حسان ابن أبي سنان قال: قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يمسخ قوم من أمتي في آخر الزمان قردة وخنازير» الحديث الذي تقدم ذكره، ثم قال أبو نعيم: كذا رواه حسان عن أبي هريرة رضي الله عنه متصلاً. انتهى. وأما عاصم بن عمرو البجلي فقد أخرج له أبو داود الطيالسي في مسنده، وابن ماجه في سننه، وابن أبي الدنيا، والحاكم في [المستدرك] وغيرهم، وصحح الحاكم حديثه، ووافقه الذهبي على ذلك. وترجم له كثير ممن صنف في الجرح والتعديل ولم يذكروا فيه جرحاً، وقد ذكره البخاري في [كتاب الضعفاء] فقال ما نصه: عاصم بن عمرو البجلي عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه فرقد السبخي ولم يثبت حديثه. انتهى. فلم يذكر البخاري فيه جرحاً، ولعله لم يثبت عنده حديثه من أجل فرقد، فقد ذكر في ترجمته أن في حديثه مناكير، وقد قال