كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

وفي الصحيحين عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: والله لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، قال شقيق: فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادّاً يقول غير ذلك، هذا لفظ البخاري.
ولفظ مسلم: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحداً أعلم مني لرحلت إليه، قال شقيق: فجلست في حلق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما سمعت أحداً يرد ذلك عليه ولا يعيبه.
وفي الصحيحين أيضاً عن مسروق قال: قال عبد الله رضي الله عنه والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت، وما من آية إلا أنا أعلم فيما نزلت، ولو أعلم أحداً هو أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل لركبت إليه.
ورواه ابن جرير في تفسيره، ولفظه: قال عبد الله: والذي لا إله غيره ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
وروى ابن جرير أيضاً بإسناد صحيح، عن شقيق عن ابن مسعود رضي الله قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
وروى أبو نعيم في [الحلية] والحاكم في مستدركه عن أبي البختري عن علي رضي الله عنه، أنه قيل له: أخبرنا عن عبد الله بن مسعود فقال: علم الكتاب والسنة ثم انتهى وكفى به، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه.

الصفحة 31