كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

وفي [المستدرك] أيضاً عن حبة العرني أن ناساً أتوا عليّاً رضي الله عنه فأثنوا على عبد الله بن مسعود، فقال: أقول فيه مثل ما قالوا، وأفضل من قرأ القرآن وأحل حلاله وحرم حرامه، فقيه في الدين عالم بالسنة.
وقد ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس.
وثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مثل ذلك.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ابن عباس أعلم الناس بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي [المسند] من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي، ثم قال: «اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل».
وروى الإمام أحمد أيضاً والبخاري والترمذي وابن ماجه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وقال: «اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب»، هذا لفظ ابن ماجه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
والمقصود هنا: أن الغناء هو أولى ما فسر به {لَهْوَ الْحَدِيثِ}؛ لثبوت ذلك عن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم، كما تقدم ذكره، وثبت ذلك أيضاً عن مجاهد وعكرمة وغيرهما من علماء السلف، وقد قال سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به، رواه ابن جرير.

الصفحة 32