أبداً. وإنما هو معصية وإساءة على كل حال.
الوجه التاسع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير» رواه الإمام أحمد وابن ماجه وابن ابي شيبة وابن حبان في صحيحه، والطبراني والبيهقي من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه. وما رتب عليه هذا الوعيد الشديد فإنه لا يكون طاعةً ولا إحساناً أبداً. ولو كان الأمر في الغناء على ما زعمه ابن حزم لرتب عليه الثواب ولم يرتب عليه العقاب.
الوجه العاشر: أن الغناء صنو الخمر في الصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وفي كثير من المفاسد والمضرات. وقد شاهدنا نحن وغيرنا ثقل الصلاة على المفتونين بالعكوف على الراديو لاستماع ما يذاع فيه من الغناء وأنواع المعازف والملاهي. وشاهدنا أيضاً ثقل القرآن عليهم وقلة رغبتهم في سماعه حتى إن بعضهم إذا جاءت قراءة القرآن في الإذاعة التي كان يستمع إليها أغلق الراديو عنها وفتحه على إذاعة أخرى مما فيه أخبار أو غناء ومعازف أو مهازل ومجون. ومن سبر أحوال الناس رأى فيهم كثيراً من هذا الضرب الرديء، فالله المستعان. وكما أن شرب الخمر لا يعين على طاعة الله تعالى بوجه من الوجوه فكذلك الاستماع إلى الغناء والمعازف لا يعين على طاعة الله تعالى بوجه من الوجوه. وكما أن شرب الخمر لا يكون طاعةً ولا إحساناً أبداً، فكذلك الاستماع إلى الغناء والمعازف لا يكون طاعةً ولا إحساناً أبداً. وكما أن