ومعاذ الله أن يقول صاحب: إن عبادة الأوثان من دون الله تعالى يعدلها شيء من الذنوب فكيف أن يكون الكفر أخف منها؟! ويحيى بن أيوب لا شيء، وأبو قبيل غير مذكور بالعدالة. ومن طريق ابن حبيب عن علي ابن معبد وأسد بن موسى عن رجالهما: أن علي بن أبي طالب مر برجال يلعبون الشطرنج، فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ لأن يمسك أحدكم جمرة حتى تطفي خير له من أن يمسها، لولا أن تكون سنة لضربت بها وجوهكم ثم أمر بهم فحبسوا. هذا منقطع وفيه ابن حبيب. ما نعلم لهم شيئاً غير ما ذكرنا. والجواب عن قولهم: أهو من الحق أم من الباطل، كجوابنا في الغناء ولا فرق.
والجواب من وجوه:
أحدها: في بيان حال الرواة الذين قدح فيهم ابن حزم بغير حجة. فأما عبد الملك بن حبيب ففيه ضعف، وليس بساقط كما زعم ذلك ابن حزم، وقد رد الذهبي قول ابن حزم فيه، وقال: الرجل أجل من ذلك لكنه يغلط. وأما أسد بن موسى، ويقال له: أسد السنة فقد روى له البخاري تعليقاً، ووثقه النسائي، إلا أنه قال: لو لم يصنف لكان خيراً له، ووثقه أيضاً ابن يونس وابن قانع والعجلي والبزار، وذكره ابن حبان في [الثقات]. وقال البخاري في [التاريخ الكبير]: أسد بن موسى المصري سمع معاوية بن صالح، مشهور الحديث يقال له: أسد السنة. وأما حبة بن سلم فقد قيل: إنه حبة بن سلم، أخو شقيق بن سلمة. وقد ترجم له البخاري في [التاريخ الكبير] فقال: حبة بن سلمة، وقال جرير: حبة بن غسيل الأسدي من أصحاب عبد الله. وقال ابن حبان في