كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

[الثقات]: حبة بن غسيل الأسدي، وهو الذي يقال له: حبة بن سلمة. وأما يحيى بن أيوب فهو الغافقي، أخرج له البخاري ومسلم وأهل السنن وابن حبان وغيرهم، ووثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان. ومن العجب قول ابن حزم: أنه لا شيء، وهو من رجال الصحيحين. وأما أبو قبيل - واسمه حيي بن هانيء - فقد ترجم له البخاري في [الكبير] و [الصغير] ولم يذكر فيه جراحاً، ووثقه ابن معين وغيره.
الوجه الثاني: أن ابن حبيب لم ينفرد بهذه الروايات، بل قد رواها غيره، فبريء من عهدتها.
فأما الحديث الأول: فقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن إبراهيم، حدثنا الجعيد عن موسى بن عبد الرحمن الخطمي: أنه سمع محمد بن كعب وهو يسأل عبد الرحمن يقول: أخبرني ما سمعت أباك يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل الذي يلعب بالنرد ثم يقوم فيصلي مثل الذي يتوضأ بالقيح ودم الخنزير ثم يقوم فيصلي».
وأما الحديث الثاني: فقد ذكره أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق الوراق في [كتاب الورع] عن ابن جريج قال: أخبرت عن حبة ابن سلام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ملعون من لعب بالشطرنج، والناظر إليها كالآكل لحم الخنزير». وذكر الحافظ ابن حجر في [الإصابة]: أن هذا الحديث أخرجه عبدان من طريق عبد المجيد بن أبي رواد، وذكره عبد الملك بن حبيب، كلاهما عن أسد بن موسى عن ابن جريج، حدث عن حبة بن مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ملعون من لعب

الصفحة 328