ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله» رواه مالك وأحمد وأبو داود وابن ماجه والبخاري في [الأدب المفرد] والحاكم في مستدركه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وفي رواية للحاكم عنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر عنده النرد، فقال: «عصى الله ورسوله، عصى الله ورسوله من ضرب بكعابها يلعب بها». وروى مسلم في صحيحه والبخاري في [الأدب المفرد] وأبو داود وابن ماجه في سننيهما من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه». هذا لفظ مسلم والبخاري. ولفظ أبي داود وابن ماجه: «من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير ودمه». قال النووي: قال العلماء: النردشير: هو النرد، فالنرد: عجمي معرب، وشير معناه: حلو، قال: ومعنى صبغ يده في لحم الخنزير ودمه: في حال أكله منهما، وهو تشبيه لتحريمه بتحريم أكلهما. وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: سر هذا التشبيه – والله أعلم – أن اللاعب بها لما كان مقصوده بلعبه أكل المال بالباطل الذي هو حرام كحرمة لحم الخنزير وتوصل إليه بالقمار، وظن أنه يفيده حل المال – كان كالمتوصل إلى أكل لحم الخنزير بذكاته، والنبي صلى الله عليه وسلم شبه اللاعب بها بغامس يده في لحم الخنزير ودمه، إذ هو مقدمة الأكل، كما أن اللعب بها مقدمة أكل المال، فإن أكل بها المال كان كآكل لحم الخنزير. والتشبيه إنما وقع في مقدمة هذا بمقدمة هذا،