كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

الأدب وإخراج الذين يلعبون بالنرد وأهل الباطل. حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن نافع: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان إذا وجد أحداً من أهله يلعب بالنرد ضربه وكسرها. قلت: هذا الأثر مخرج في [الموطأ]. وقد ذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق الوراق في [كتاب الورع] عن نافع قال: دخل ابن عمر رضي الله عنهما على بعض أهله وهو يلعب بأربعة عشر فضرب به على رأسه حتى كسرها. الأربعة عشر: هي التي تسمى الحزة، بحاء مهملة وزاي مشددة، قال ابن حجر الهيتمي: هي قطعة خشب يحفر فيها حفر ثلاثة أسطر، ويجعل فيها حصى صغار يلعب بها، وهي المسماة في مصر بـ: المنقلة. وفسرها سليم في تقريبه بأنها خشبة يحفر فيها ثمانية وعشرون حفرة: أربعة عشر من جانب وأربعة عشر من الجانب الآخر، ويلعب بها. قال: الهيتمي: ولعلها نوعان فلا تخالف. انتهى. ثم قال البخاري: حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة رضي الله عنها: أنه بلغها أن أهل بيت في دارها كانوا سكاناً فيها عندهم نرد، فأرسلت إليهم: لئن لم تخرجوها لأخرجنكم من داري، وأنكرت ذلك عليهم. قلت: هذا الأثر مخرج في [الموطأ].
وعلقمة بن أبي علقمة هو التيمي مولاهم، وثقه ابن معين والنسائي، وأمه اسمها مرجانة، وهي مولاة لعائشة رضي الله عنها، وثقها ابن حبان. ثم قال البخاري: حدثنا موسى، قال: حدثنا ربيعة بن كلثوم بن جبير قال: حدثني أبي، قال: خطبنا ابن الزبير فقال: يا أهل مكة، بلغني عن رجال من قريش يلعبون بلعبة يقال لها: النردشير، وكان

الصفحة 333