جنس مفسد السكر؛ ولهذا قرن الله سبحانه بين الخمر والقمار في الحكم، وجعلهما قريني الأنصاب والأزلام، وأخبر أنها كلها رجس، وأنها من عمل الشيطان وأمر باجتنابها وعلق الفلاح باجتنابها، وأخبر أنها تصد عن ذكره وعن الصلاة، وتهدد من لم ينته عنها. ومعلوم أن شارب الخمر إذا سكر كان ذلك مما يصده عن ذكر الله وعن الصلاة، ويوقع العداوة والبغضاء بسببه، وكذلك المغالبات التي تلهي بلا منفعة كالنرد، والشطرنج، وأمثالهما تصد عن ذكر الله وعن الصلاة؛ لشدة التهاء النفس بها، واشتغال القلب فيها بالفكر، ومن هذا الوجه فالشطرنج أشد شغلاً للقلب وصدّاً عن ذكر الله وعن الصلاة؛ ولهذا جعله بعض العلماء أشد تحريماً من النرد، وجعل النص أن اللاعب بالنرد عاصٍ لله ورسوله؛ تنبيهاً بطريق الأولى على أن اللاعب بالشطرنج أشد معصية، إذ لا يحرم الله ورسوله فعلاً مشتملاً على مفسدة ثم يبيح فعلاً مشتملاً عل مفسدة أكبر من تلك، والحس والوجود شاهد بأن مفسدة الشطرنج وشغلها للقلب وصدها عن ذكر الله وعن الصلاة أعظم من مفسدة النرد، وهي توقع العداوة والبغضاء؛ لما فيها من قصد كل من المتلاعبين قهر الآخر وأكل ماله، وهذا من أعظم ما يوقع العداوة والبغضاء، فحرم الله سبحانه هذا النوع؛ لاشتماله على ما يبغضه ومنعه مما يحبه. انتهى المقصود من كلامه.
الوجه الرابع: أن الشطرنج من الميسر الذي أمر الله تبارك وتعالى باجتنابه، وأخبر أنه رجس من عمل الشيطان، وجعله قريناً للخمر والأنصاب والأزلام، وعلق الفلاح باجتناب الجميع، وأخبر في آية