كل لهو ولعب يصد عن ذكر الله وعن الصلاة فهو كالنرد والشطرنج في التحريم، ومن ذلك اللعب بالكيرم والكرة، وغير ذلك مما يتلهى به أهل البطالة والغفلة عن الله والدار الآخرة. قال الخطابي رحمه الله تعالى: سائر ما يتلهى به البطالون من أنواع اللهو؛ كالنرد، والشطرنج، والمزاجلة بالحمام، وسائر ضروب اللعب مما لا يستعان به في حق ولا يستجم به لدرك واجب فمحظور كله. وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: سائر ما يتلهى به الباطلون من أنواع اللهو وسائر ضروب اللعب مما لا يستعان به في حق شرعي كله حرام. قلت: ومن هذا الباب اللعب بالكرة؛ لأنه مجرد لهو ولعب ومرح وعبث، مع ما في ذلك من كشف العورات في الغالب، ونظر بعضهم إلى عورة بعض، ونظر الحاضرين إلى عوراتهم، فإن الفخذ من العورة، كما جاءت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. واللاعبون بالكرة لا يسترون الفخذ كله، وإنما يسترون العورة المغلظة وما قرب منها ويتركون أكثر الفخذ بارزاً للناظرين، وهذا لا يجوز؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك» رواه الإمام أحمد وأهل السنن والحاكم في مستدركه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي في تلخيصه. وهذا الحديث صحيح يدل على وجوب ستر العورة إلا من الزوجات والسراري، وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن