كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

عن جده رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما تحت السرة إلى الركبة من العورة». وإذا علم وجوب ستر العورات وتحريم كشفها عند الغير فليعلم أيضاً أن النظر إلى عورة الغير حرام؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث علي رضي الله عنه: «ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت»، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة» رواه الإمام أحمد ومسلم وأهل السنن من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وكثيراً ما يقع الخصام والجدال بين اللاعبين بالكرة وكثرة الصخب والتخاطب بالفحش ورديء الكلام، وهذا من أعظم ما يوقع العداوة والبغضاء. واللعب بها من أعظم ما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وليس هو مما يستعان به في حق شرعي، ولا يستجم به لدرك واجب، فهو من اللعب المحظور بلا شك، والله أعلم. وإذا كان اللعب بالكرة على عوض فهو من الميسر، ومن استحله فقد استحل ما حرمه الله تعالى من الميسر وأكل المال بالباطل، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} (¬1)، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَاكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} الآية (¬2). ويكفي في ذم اللعب بالكرة حديث عقبة بن عامر الذي تقدم ذكره مع قول الله
¬__________
(¬1) سورة المائدة، الآيتان 90، 91.
(¬2) سورة النساء، الآية 29.

الصفحة 346