تعالى: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} (¬1)، ففيها دليل على أن اللعب بالكرة من الضلال، فالواجب على ولاة أمور المسلمين أن يمنعوا منه ومن كل لهو ولعب يصد عن ذكر الله وعن الصلاة، وإن لم يفعلوا فلا يأمنوا العقوبة في العاجل والآجل، قال الله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ} (¬2)، وقال تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَاتِيَهُمْ بَاسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَاتِيَهُمْ بَاسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَامَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} (¬3).
فصل
• قال ابن حزم: فلما لم يأت عن الله تعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم تفصيل بتحريم شيء مما ذكرنا صح أنه كله حلال مطلق، فكيف وقد روينا من طريق مسلم حدثني هارون بن سعيد الأيلي، حدثني ابن وهب، أخبرنا عمرو - هو ابن الحارث - أن ابن شهاب حدثه عن عروة ابن الزبير عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجي بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه وقال: «دعهما
¬__________
(¬1) سورة يونس، الآية 32.
(¬2) سورة الأنعام، الآية 44.
(¬3) سورة الأعراف، الآيات 97 - 99.