كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب
المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه مر بقوم يلعبون بالشطرنج، فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ وقلب الرقعة. وفي هذه الأحاديث رد لما زعمه ابن حزم من أن الشطرنج حلال مطلق لا كراهية فيه.الوجه الثامن: أن ابن حزم لم يقتصر على استحلال ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من الغناء، بل ضم إلى هذه العظيمة عظيمة أخرى وهي تخطئة من أنكره. وهذا خطأ كبير لما يلزم عليه من تخطئة الخلفاء الراشدين وغيرهم من أكابر الصحابة والتابعين وأئمة العلم والهدى من بعدهم. وقد تقدمت أقوالهم في ذم الغناء والمعازف في أول الكتاب. ومن خطَّأ خيار هذه الأمة وشذ عنهم فهو الخاطيء الظالم. وقد روى الحارث عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله ليكره في السماء أن يخطأ أبو بكر في الأرض».
فصل
• قال ابن حزم: ومن طريق أبي داود، حدثنا أحمد بن عبيد الغداني، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان ابن موسى عن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمع ابن عمر مزماراً، فوضع أصبعيه في أذنيه ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع، هل تسمع شيئاً؟ قلت: لا، فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع
