رضي الله عنها قالت: لقد رأيت رسول الله يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم. وفي الصحيحين أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرابهم إذ دخل عمر بن الخطاب، فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعهم يا عمر». وقد ترجم البخاري على هذا الحديث بقوله: (باب اللهو بالحراب ونحوها). وفي رواية للنسائي من طريق أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها: دخل الحبشة يلعبون. وفيها من الزيادة قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طيباً. قال الحافظ ابن حجر في [فتح الباري] كذا فيه بالنصب وهو حكاية قول الحبشة. قال: ولأحمد والسراج وابن حبان من حديث أنس رضي الله عنه: أن الحبشة كانت تزفن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ويتكلمون بكلام لهم، فقال: «ما يقولون؟» قال: يقولون: محمد عبد صالح. قلت: الزفن: الرقص، قاله الجوهري وغيره من أهل اللغة، وليس مراداً ههنا، وإنما المراد اللعب والتوثب، وأطلق عليه اسم الزفن تجوزاً؛ لأنه قريب منه. قال النووي في الكلام على قوله في حديث هشام بن عروة: يزفنون: حمله العلماء على التوثب بسلاحهم، ولعبهم بحرابهم على قريب من هيئة الراقص؛ لأن معظم الروايات إنما فيها لعبهم بحرابهم، فتتأول هذه اللفظة على موافقة سائر الروايات. قلت: وقد جاءت بلفظ: اللعب، فيما رواه النسائي من طريق عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء السودان يلعبون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عيد، فدعاني،