كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

ومصوت بيراع أو مزمار، أو دف حرام، أو طبل فذلك صوت الشيطان، وكل ساع في معصية الله على قدميه فهو من رجله، وكل راكب في معصية فهو من خيالته. انتهى.
الآية الثانية: قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} (¬1).
قال ثعلب: الزور هنا: مجالس اللهو، وقال الزجاج: قيل: الزور ههنا: مجالس الغناء، وقد ذكر المفسرون عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور: اللهو والغناء.
وقال ابن جرير: حدثنا علي بن عبد الأعلى المحاربي قال: حدثنا محمد بن مروان عن ليث عن مجاهد في قوله: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} قال: لا يسمعون الغناء، وقال الكلبي: لا يحضرون مجالس الباطل، وروي عن قتادة نحوه.
وسيأتي تسمية الغناء باطلاً فيما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما والقاسم بن محمد، وفيه حديث مرفوع عن الأسود بن سريع رضي الله عنه، وسيأتي ذكره فيما بعد إن شاء الله.
وأما اللغو فقال ابن منظور في [لسان العرب]: إنه السقط وما لا يعتد به من كلام وغيره، ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع.
وقال الجوهري: لغا يلغو لغواً: أي قال باطلاً، وقال ابن الأثير: لغى يَلغى: إذا تكلم بالمطّرح من القول وما لا يعني.
¬__________
(¬1) سورة الفرقان، الآية 72.

الصفحة 36