من حديث عائشة رضي الله عنها. وفي رواية لمسلم والبخاري تعليقاً مجزوماً به: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
الوجه الثامن: أن كل ما ذكره ابن حزم ههنا من الأحاديث الصحيحة فهي حجة عليه، لا له. وقد تقدم بيان ذلك مع كل حديث مما أورده.
الوجه التاسع: أن الأحاديث والآثار التي ذكرها ابن حزم ورَدَّها ليست بملفقات ولا موضوعة، كما قد زعم ذلك، بل فيها الصحيح والحسن والضعيف، وقد تقدم بيان ذلك. ولله الحمد والمنة. ولقد أخطأ ابن حزم خطأ كبيراً في حكمه عليها كلها بالوضع من غير برهان. وإنما حمله على ذلك حب الغناء والمعازف مع الجرأة الذميمة. وقد روى الإمام أحمد وأبو داود في سننه عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حبك الشيء يعمي ويصم».
فصل
قال ابن حزم: ومن طريق وكيع حدثنا فضيل بن مرزوق عن ميسرة النهدي قال: مر علي بن أبي طالب بقوم يلعبون بالشطرنج، فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟! فلم ينكر إلا التماثيل فقط. وهذا هو الصحيح عنه، لا تلك الزيادة المكذوبة التي رواها من لا خير فيه.
والجواب: أن يقال: هذا الحديث حجة على ابن حزم ومن قال بقوله في استحلال اللعب بالشطرنج؛ لأن علياً رضي الله عنه أنكر على اللاعبين بها، وشبههم بالعاكفين على الأوثان، كما شبه النبي صلى الله عليه وسلم