والمخنثون المتشبهون بهن، ففي ضرب الرجال به تشبه بالنساء، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء. قال ابن حجر الهيتمي: وظاهر كلامه إرادة التحريم. ثم قال أبو محمد: ومذهب الشافعي كما قلنا. وذكر ابن حجر الهيتمي عن الحليمي أنه قال: ضرب الدف لا يحل إلا للنساء؛ لأنه في الأصل من أعمالهن، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين بالنساء. قال ابن حجر: الهيتمي: وينبغي اجتنابه - يعني ضرب الدف - في غير السرور، وفي السرور إذا اقترن به جلاجل أو نحوها مما يقتضي تحريمه. وذكر الهيتمي أيضاً من شروط الضرب به للنساء والجواري أن يخلو عن التأنق والتصنع في الضرب. قلت: ومن التأنق والتصنع ما يفعله السفهاء في زماننا فإنهم يجعلون الضرب بالدفوف على أوقاع تشبه الألحان وتستفز العقول. وقد تقدم في أول الكتاب حديث ابن عباس وحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة». وهما حديثان صحيحان. وقد تقدم عن علي رضي الله عنه أنه فسر الكوبة بالطبل، وكذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى. وقال الجوهري: الكوبة: الطبل الصغير المخصر.
وأما الغناء الذي يستعمله السفهاء من الرجال والنساء في زماننا عند العروس وغير ذلك من الأوقات كأيام العيد في بعض البلدان فكله من الصوت الأحمق الفاجر الملعون في الدنيا والآخرة. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغناء، وأخبر أنه يكون في أمته أقوام يستحلونه، وقرنه بالنياحة، وقرن استحلاله باستحلال الخمر والزنا ولبس الحرير للرجال. فالواجب على