الرجال والنساء على الإطلاق فهو مخطئ. انتهى. وقد ذكر عن بعض الجهال أنهم قالوا: يجوز الغناء والضرب بالدفوف لقدوم السلطان، وهذا قول باطل لا دليل عليه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» رواه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه أيضاً ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي في تلخيصه. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر كثيراً، فإذا قدم المدينة بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس، ولم يكن يعزف لقدومه بالغناء والضرب بالدفوف. وكذلك لم يكن يعزف لقدوم أحد من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. وقد قدم عمر رضي الله عنه الشام فلم يعزف له. وهؤلاء هم القدوة. وقد نص الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى على أن إظهار المعازف بدعة في الإسلام. رواه النسائي في سننه بإسناد جيد. ومن هذه البدعة: الرقص والغناء وضرب الدفوف عند قدوم السلطان، وفي الأعراس وأيام العيد.
فالواجب حسم هذه البدعة ومنع السفهاء منها. وإن لم يفعلوا فلا يأمنوا العقوبة، كما قال الله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} (¬1)، وقال تعالى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ
¬__________
(¬1) سورة الإسراء، الآية 16.