كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

أهل المدينة إلا إبراهيم بن سعد وحده، فإنه قد حكى زكريا الساجي أنه كان لا يرى به بأساً. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى: وهذا في الغناء، دون سماع آلات الملاهي فإنه لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به. وقال ابن الجوزي أيضاً: حدثنا هبة الله بن أحمد الحريري عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال: أجمع علماء الأمصار على كراهية الغناء والمنع منه، وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالسواد الأعظم فإنه من شذ شذ في النار». وقال: «من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية». قال ابن رجب: وهذه الخلاف الذي ذكره في سماع الغناء المجرد، فأما سماع آلات اللهو فلم يحك في تحريمه خلافاً، وقال: إن استباحتها فسوق.

فصل

• قال أبو تراب: زعم العسقلاني في رواية الآنك أن ابن حزم لم يصب، ثم قال في [اللسان]: إنه أخرجه الدارقطني في الغرائب عن أبي نعيم، وتفرد به عن ابن المبارك، ولا يثبت عن مالك ولا ابن المنكدر.
والجواب: أن يقال: الظاهر من كلام أبي تراب أنه يقصد الرد على ابن حجر العسقلاني. وتخطئته في رده على ابن حزم، وقد أخطأ أبو تراب في صنيعه هنا؛ لأنه اختصر كلام ابن حجر اختصاراً يخل به،

الصفحة 375