واقتصر على نقل ما يرى أنه يدافع به عن ابن حزم. وقد تقدم كلام ابن حجر عند كلام ابن حزم على الحديث الذي ذكر الآنك. ونعيد بعضه هنا؛ ليعلم ما في كلام أبي تراب من الإيهام وضعف الأمانة. ذكر ابن حجر في [لسان الميزان] عن ابن حزم أنه قال في الجزء الذي جمعه في الملاهي: حدثنا أحمد بن إسماعيل الحضرمي، حدثنا محمد بن أحمد ابن خلاص، حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان، حدثنا إبراهيم بن عثمان بن سعيد، حدثنا أحمد بن المعمر بن أبي حماد ويزيد بن عبد الصمد قالا: حدثنا عبيد بن هشام أبو نعيم الحلبي، حدثنا ابن المبارك عن مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من جلس إلى قينة يسمع منها صب الله في أذنيه الآنك يوم القيامة» قال ابن حزم: هذا موضوع مركب فضيحة، ومن دون ابن المبارك إلى ابن شعبان مجهولون، وابن شعبان في المالكيين إلى آخر كلامه. قال ابن حجر: ولم يصب في دعواه أنهم مجهولون، فإن أبا نعيم ويزيد بن عبد الصمد مشهوران، وقد تقدم في ترجمتي إبراهيم بن عثمان وأحمد بن المعمر ما يغني عن الإعادة. وقد أخرج الدارقطني الحديث المذكور في غرائب مالك من طريقين آخرين عن أبي نعيم، وقال: تفرد به أبو نعيم عن ابن المبارك، ولا يثبت هذا عن مالك ولا عن ابن المنكدر. وقال ابن حجر أيضاً في [لسان الميزان]: أحمد بن عمر بن أبي حماد عن أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي، وعنه إبراهيم بن عثمان بن سعيد. قال ابن حزم: مجهولون. قلت: فأخطأ في ذلك، فإن عبيداً روى عنه جماعة. انتهى. وقد وقع في