كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

تحليل الغناء المحرم والمعازف المحرمة، فإن ما ذكره من التقليس يوم العيد يشبه ما روي عن الجاريتين اللتين كانتا تغنيان عند عائشة رضي الله عنها في يوم العيد. وقد ذكرنا أنه يرخص في مثل هذا للجواري الصغار في أيام السرور؛ كالأعياد، والأعراس. وأما غناء المخنثين ومن شابههم بالألحان المطربة الأنيقة، وضربهم بالمعازف التي تستفز العقول، وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة - فذلك محرم على الإطلاق؛ لأنه صوت أحمق فاجر ملعون في الدنيا والآخرة، فمن قاس هذا الصوت الشيطاني على غناء الجواري الصغار وضربهن بالدفوف في يوم العيد فقد أبعد النجعة. وقياسه مردود؛ لأنه قياس فاسد.

فصل

• قال أبو تراب: وثمة رواية في [سنن ابن ماجه] أنه صلى الله عليه وسلم قال: «هلا بعثتم معها من يغني».
والجواب: أني قد ذكرت مراراً أن أبا تراب كثير التمويه على الأغبياء؛ ولهذا أتى بأول هذا الحديث؛ لما فيه من ذكر الغناء وترك آخره فلم يذكره؛ لأنه يبين المراد من الغناء ويفسد على أبي تراب ما أراد من الإيهام والتلبيس. وهذا الحديث قد رواه ابن ماجه من طريق الأجلح ابن عبد الله الكندي عن أبي الزبير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: أنكحت عائشة رضي الله عنها ذات قرابة لها من الأنصار، فجاء رسول

الصفحة 378