ومما يدل على تحريم الغناء والمعازف أيضاً قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَامُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} (¬1).
قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: ومن الفحشاء والمنكر استماع العبد مزامير الشيطان، والمغني هو مؤذنه الذي يدعو إلى طاعته، فإن الغناء رقية الزنا. انتهى.
ومما يدل على ذم الغناء أيضاً قول الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ} (¬2)، وقوله تعالى: {وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} (¬3).
وإذا كان الأمر هكذا في الأشعار العربية التي ليس فيها مجون ولا تلحين وتطريب فكيف بالأشعار النبطية؟! - ويسميها بعض العصريين: الأشعار الشعبية - وما شاكلها من أشعار أهل الخلاعة والمجون، ولا سيما إذا لحنت وصيغت على الأوزان الموسيقية، فهذه الأشعار السخيفة والألحان الخبيثة شعر من أشعار أهل الجاهلية وأولى منها بالذم؛ وذلك لما ينشأ عنها من الغفلة والإعراض عن ذكر الله تعالى وطاعته، والله أعلم.
¬__________
(¬1) سورة النور، الآية 21.
(¬2) سورة يس، الآية 69.
(¬3) سورة الشعراء، الآيات 224 - 226.