فصل
الأدلة من السنة على تحريم الغناء والمعازف
وأما الاستدلال بالسنة على تحريم الغناء والمعازف فمن عدة أوجه: أحدها: ما رواه البخاري في صحيحه محتجاً به، فقال في كتاب الأشربة: باب ما جاء فيمن يستحل الخمر بغير اسمه، وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».
هكذا رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم، وقد وصله جماعة من الحفاظ منهم الإسماعيلي وأبو نعيم الأصبهاني وأبو ذر الهروي والطبراني وابن حبان والبيهقي.
فأما الإسماعيلي فقال في مستخرجه: حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا هشام بن عمار.
وأما أبو نعيم فرواه في مستخرجه على البخاري من رواية عبدان بن محمد المروزي، ومن رواية أبي بكر الباغندي كلاهما عن هشام بن عمار.
وأما أبو ذر فقال: حدثنا أبو منصور الفضل بن العباس النضروي،