كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير» إسناده جيد.
وقد رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والبخاري في [التاريخ الكبير] وابن حبان في صحيحه.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: قد توعد مستحلي المعازف فيه بأن يخسف الله بهم الأرض ويمسخهم قردة وخنازير، وإن كان الوعيد على جميع هذه الأفعال فلكل واحد قسط في الذم والوعيد.
قلت: وفيه دليل على تحريم الغناء واستعمال المعازف والاستماع إليها، وأن ذلك من الكبائر لشدة الوعيد عليه.
الوجه الثالث: ما رواه البزار من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة»، قال المنذري والهيثمي: رواته ثقات.
وقد رواه الحافظ الضياء المقدسي في كتابه [المختارة]، وهو ما اختاره من الأحاديث الجياد الزائدة على ما في الصحيحين، قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: وهو أعلى مرتبة من تصحيح الحاكم، وهو قريب من تصحيح الترمذي وأبي حاتم البستي ونحوهما، فإن الغلط في هذا قليل ليس هو مثل تصحيح الحاكم. انتهى.
قال القرطبي وغيره: في هذا الحديث دلالة على تحريم الغناء، فإن المزمار هو نفس صوت الإنسان يسمى مزماراً، كما في قوله: «لقد

الصفحة 47