كتاب فصل الخطاب في الرد على أبي تراب

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد:
فإن الله سبحانه إنما خلق الخلق لعبادته، وشرع لهم الإكثار من ذكره واستغفاره، وعمارة الأوقات بطاعته، وحذرهم من الغفلة عن ذلك والإعراض عنه، ونهاهم وحذرهم عن جميع الوسائل التي تشغل عن طاعته، وتصد عن ذكره والقيام بحقه، ومن أضر تلك الوسائل التي تصد عن ذكره وتشغل العباد عن طاعته: الغناء وآلات الملاهي والمعازف، وقد جرى بسبب استعمالها واشتغال الكثير بها من الأضرار العظيمة والفساد الكبير والصد عن ذكر الله وعن الصلاة ما لا يحصيه إلا الله، فكم أفسد استعمالها من قلب، وكم خرب من بيت، وكم هتك من عرض، وكم فتح من أبواب الفتن والفساد والشحناء والعداوة، وكم أضاع من حق، وأشغل عن فرض، وكم أتلف من مال، وضيع من أوقات نفيسة.
ولهذه المفاسد الكثيرة والأضرار الجسيمة ورد في الكتاب العزيز والسنة المطهرة من النصوص الكثيرة ما يدل على تحريم الأغاني وآلات المعازف، والتحذير منها، والتشديد في استعمالها، وبيان أنها من صوت الشيطان وخطواته، وأنها من أسباب الضلال واتخاذ آيات الله

الصفحة 5